روائع مختارة | قطوف إيمانية | عقائد وأفكار | كشف شـبهات الصوفية ـ2

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > عقائد وأفكار > كشف شـبهات الصوفية ـ2


  كشف شـبهات الصوفية ـ2
     عدد مرات المشاهدة: 2174        عدد مرات الإرسال: 0

¤ هل تعلم أيها الصوفي؟!

الأدلة على حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على بقاء أصلي التوحيد «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، نقيتن صافيتن.

• الدليل الأول: أنه رأى يومًا بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة، وكان عمر قد أعجبه ما فيها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، وقال لعمر: «أهذا وأنا بين أظهركم، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، والله لو كان موسى حيًا لما وسعه إلا أن يتبعني» رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني، وفي هذا الحديث من الفقه:

أولا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعجب أن يبدأ الإهتداء بغير الكتاب والسنة وهو ما زال حيًا، ومن مقتضى الإيمان بالكتاب والسنة أن يعتقد أن الهدي فيهما وحدهما.

ثانيًا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء بالدين نقيًا خالصًا، لم تَشُبْهُ شائبة من تغيير أو تبديل أو تحريف، والصحابة يتلقونه غضًا طريًا خالصًا، فكيف ينصرفون عنه ويهتدون بما شابه التحريف والتبديل والزيادة والنقص.

ثالثًا: أن موسى عليه السلام نفسه الذي نزلت عليه التوراة لو أنه حي موجود لكان اللازم في حقه هو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وترك شريعته التي بلغها للناس.

وهذا الحديث أصل في بيان منهج الكتاب والسنة، وأنه لا يجوز لأحد أن يهتدي بعلم يقرب إلى الله، ويصلح النفس غير الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لو كان أصله من شريعة منزلة علي أحد الأنبياء السابقين.

• الدليل الثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خطيبًا يخطب بين يديه فكان مما قاله: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى» رواه مسلم.

فهذا الخطيب قد قاطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبَّح قوله أمام الناس، والسبب أنه جمع بين الله ورسوله في ضمير واحد -ومن يعصهما-، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يعيد ذكر الاسم الظاهر لله ولرسوله، حتى لا يُظن -ولو من بعيد- أن منزلة الرسول كمنزلة الله، وهذا الحرص من الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على وجوب صون جناب توحيد الله تبارك وتعالى صونًا كاملًا، ووجوب التفريق التام بين ما يجب لله تعالى، وما يجب لرسوله صلى الله عليه وسلم.

• الدليل الثالث: أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه -وكان من خيار الصحابة- لما توفي، وحضر عنده الرسول صلى الله عليه وسلم، سمع الصحابية الجليلة أم العلاء تقول: شهادتي عليك أبا السائب أن الله قد أكرمك، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم قائلًا: «وما يدريك أن الله قد أكرمه؟» وكان هذا تنبيهًا عظيمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الصحابية بأنها قد حكمت بحكم غيبي، وهذا لا يجوز، لأنه لا يطلع على الغيب إلا الله تعالى، ولكنها ردت قائلة: سبحان الله يا رسول الله!! ومن يكرم الله إذا لم يكرمه؟ أي إذا لم يكن عثمان بن مظعون رضي الله عنه ممن يكرمهم الله، فمن بقي منا حتى يكرمه الله تعالى؟ وهذا رد في غاية البلاغة والفهم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد عليها بما هو أبلغ من ذلك حيث قال لها: «والله إني لرسول الله لا أدري ما يُفعل بي غدًا»، وكان هذا نهاية الأمر وحسمه، وهنا وصلت أم العلاء إلى الحقيقة الشرعية العظيمة، فقالت: «والله لا أزكي بعده أحدًا أبدًا» رواه البخاري.

• الدليل الرابع: أن رجلًا جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: ما شاء الله وشئت، فقال له صلى الله عليه وسلم: «أجعلتني لله ندًا؟ قل ما شاء الله وحده» رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وغيرهما، وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 138.

• الدليل الخامس: أن بعض الصحابة رضي الله عنهم مروا في أثناء خروجهم إلى هوازن بعد فتح مكة على شجرة، كان المشركون يعلقون عليها سيوفهم، ظانين أنه من فعل ذلك حالفه النصر في معاركه مع العدو، فقالوا: يا رسول الله، إجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط  -أي شجرة يعلقون بها أسلحتهم- فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «قلتم والذي نفسي بيده كما قال بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهَاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}» رواه الترمذي وصححه الألباني، فبين صلى الله عليه وسلم أن هذا من عمل المشركين، وأن مشابهتهم في هذا شرك بالله تبارك وتعالى، إذ طلب البركة والنصر من غير الله عز وجل شرك به تعالى.

• الدليل السادس: سدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم باب العرافة والكهانة وإدعاء علم الغيب، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن مدعي ذلك كافر، وأن من صدَّق عرافًا أو كاهنًا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وقد سُئِل صلى الله عليه وسلم عن العرافين فقال: «ليسوا بشيء» هكذا بنفي قيمتهم وتحقيرهم: قالت عائشة رضي الله عنها: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليسوا بشيء». قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحيانًا الشيء يكون حقًا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مئة كذبة» رواه البخاري ومسلم، وأما صعود الشياطين إلى السماء لإستراق السمع، وقذفهم بالشهب فقد ورد في حديث آخر رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه.

ولما شك الصحابة في ابن صياد اليهودي الذي كان يسكن المدينة، وظنوه الدجال الذي حدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ الرسول معه جماعة وزاره في منزله قال له الرسول مختبرًا: «لقد خبأت لك خبيئًا». وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أضمر في نفسه [سورة الدخان]، فسأله الرسول عما في نفسه، فقال عدو الله: هو الدخ، ولم يستطع أن يكمل الكلمة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اخسأ فلن تعدو قدرك»، أي لن تتعدى كونك كاهنًا تتصل بالجن، ولذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف ترى؟» قال: يأتيني أحيانًا صادق وكاذب، أي تأتيه أخبار من الشيطان صادقة أحيانًا، وكاذبة أخرى، فقال رسول الله: «لقد لُبِّس عليه» رواه البخاري ومسلم.

وفي هذا الحديث دليل على أن الشيطان من الممكن أن يطلع على ما في نفس المؤمن، ويخبر وليَّه من الإنس، وأننا مأمورون ألا نصدق من الغيب إلا ما أتانا من طريق الله، ومن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم فقط.

الكاتب: الشيخ: شحاتة صقر.

المصدر: موقع دعوة الانبياء.